احنا حياتنا زى القطر كل محطه من عمرنا بتطل على ذكرى سايبه اثر جوانا..فيه محطه هلت منه نسمات الهوا لقلوبنا وفتحت الورد جوانا ورجعت روحنا للحياه..وفيه محطه مدمره وعاه حته غايبه من روحنا..ومحطه جواها كراكيب ومشاعر متلغبطه بحلوها ومرها..وفيه محطه جواها كراكيب ومشاعر متلغبطه بحلوها ومرها..وفيه محطه مقفوله بميت مفتاح حوالين ذكرى ضلمت وطفت حته جوانا.. وكل محطه متلونه على حسب الذكرى اللى جواها..فكره اخد جوله فى محطات حياتى وحبيت اشارك رحله ذكرياتى معاكم.
-هنروح لاول محطه اللى لونها وردى جميل وفيه بهجه الطفوله والاحلام الورديه زى غزل البنات رقيق وجميل وبتجرى فيه بنت عامله شعرها ديل حصان وعنيها الذتونى بتلمع لابن الجيران التركى ابو عيون عسليه وبتشاركه فرحه اول نجمه خدتها فى الحضانه فى السعوديه..على قد ما كانت المحطه ضيقه اوى على قد ما كانت فيها روح جميله وحنينه ومشاعر بريئه بيخففو بيها قسوه الايام.
جنبه فى محطه بيضا طالع منه نور خفيف..نور اللى حبيناهم ونورو قلوبنا..واللى ماتو واللى لسه عايشين وبعدو وسابونا..انا لازم اطل عليها من فتره للتانيه علشان ندعيلهم ويفضلو عايشين جوانا.
المحطه اللى بعده دى الوانه كتيره ومتلغبطه..المحطه دى فيها حيره المراهقه بجنانها وتقلباتها واحباطتها وفشلها..جايز سايبه اثر جوايا عمره ما هيتمحى بمرور السنين بسبب انها كانت بدايه تعبى وضباع حلمى واحلى سنين حياتى اللى عمرها ما هتتعوض
المحطه اللى جايه دى هى المحطه المفضله ليا..اللى لونها اخضر اللى هناك دى .ايوه..ايوه اللى فيها كل لحظات الامان والامتنان..بوسه ماما وهيا بتودعنى الصبح وحضنها اول ما تفتح ليا الباب وانا راجعه من المدرسه..حنيه اختى واخويا وطبطبتهم عليا لما اكون حزينه..خروجتى مع اصحابى ونفضفض لبعض لما الدنيا تضيق بينا..بعتبر المحطه دى الملجأ المناسب فى لحظات انكسارى وضعفى
اما بقى المحطه الكبيره المتكسره اللى لونها رمادى فى اسود فده بيطل على شبابى..المحطه دى نادر اما بروحها علشان مش بحبها وبكرها..المحطه دى موجود فيها لمعان الشباب اللى انطفى..الحب اللى ضاع..الحلم اللى مكملش..التعب اللى هدنى ودمر احلامى..مراره الفقد وغيرها من الاحزان..الدموع اللى حفرت تحت عينى والعمر اللى جرى على غفله من غير ما احس بيه.
اللى هنروح ليها دلوقتى دى اخر محطه ليا بس لسه مقفول علشان منتهتش قصتها ومش باين ملامحها ولا الوانها فيه بس بناها قرب ينتهى..بس فى بدايه بناها كنت دايما صوتين فيها وهيا صوت اليأس وصوت التفائل ودى كانت بدايه معاناتى مع بنى المحطه
بيقولو ان الفشل بدايه النجاح لكن نسيو يقولو امتى هتخلص البدايه اللى هيا كانت مركزه معايا اوى فتره طويله ومش راضيه تنتهى.
وللمره اللى بقيت مش بعرف ليها عدد بدخل تانى فى دايره الاحباط واعانى من متلازمه ما بعد الفشل..وبصراحه منكرش ان الموضوع بقى سهل عن زمان علشان لما بتعود على حاجه بتبقى جزء من حياتك وبيبقى اثرها على نفسك بعد كده خفيف...لكن الصراع اللى جوايا بقى مؤلم اوى لان صوت اليأس بقى اعلى واقوى واهدافه اللى بيحققها قددام التفائل زادت اكتر.
*صوت اليأس جوايا منطقى لانه بيستند دايما على النتايج علشن فى الواقع انا محققتش اى حاجه فى حياتى..كل ما اتقدم خطوه ارجع تانى لنقطه البدايه
*لكن بييجى التفائل يعترض علشان هو كمان ليه مكان وبيشوف ان ده طبيعى وكل اللى نجحو فى حياتهم مرو بفترات فشل واحباط حتى العلماء كانو فاشلين فى البدايه ولو كانو استسلمو لليأس مكنوش حققو حاجه فى حياتهم
*يرد اليأس على التفائل ويقوله بلاش تديها امل مزيف هييا مش زيهم ياعم فخليها تتقبل الامر الواقع ..اطمن هى مش هتعرف تحقق حاجه فى حياتها لان كل الظروف ضدها فخليها توفر على نفسها مجهود ضايع واعصاب مشدوده بتتحرق فى انتظار النتيجه
*يرد عليه التفائل مفيش حاجه اسمها فشل مع المحاوله حتى لو كانت نتيجتها مش مرضيه فهى فى الاخر اكيد هتتعلم حاجه وهتستفاد منها فى المحاولات اللى بعد كده..ولو استسلمت ليك ده معناه انها قفلت على نفسها واعلنت عن موت روحها وعقلها.
*فيرد عليه اليأس بكل ثقه لامتى ياصاحبى انت حتى مش بتملك معاد ..عمرها بيضيع من بين ايديها ومش قادره توقفه..كل كل سنه نتيجتها واحده كلهم شبه بعض فى الاحباطات والنتايج واحده ..انا اللى بكسب فى الاخر مفيش داعى للمحاوله استسلم من سكات
*يرد التفائل ويقوله متزرعش جواها الافكار دى انت عاوزها اسيره ليك بتحاول تقنعها بنتايج وهميه مزيفه وانت عارف انها فى يوم من الايام هتتغير لما يكون عندها ايمان بقدراتها وتحذف الخوف من حياتها
*يرد عليه اليأس بعجرفه بذمتك انت مصدق نفسك وكلامك ؟ ياصحبى كل اللى بتقوله خيال..انا بستند للواقع وانت بتستند للخيال ..انت عاوز تحاصرها مابين كلمه تفائل وتخليها تحاول وتعافر وف الاخر مش هتلاقى غير السراب وكنتيجه منطقيه ده هيوصلها لاحباطات واكتئاب زياده..شفت بقى انت بتكرهها قد ايه وانا اليأس بتمنالها السعاده
وبيستمر الصراع ما بينهم وبيزيد مع الوقت ويشد وف الاخر اقع فريسه لفريقين مشاعرهم المتناقضه بتضرب عواصف جوايا..كل واحد فيهم عاوز يشدنى ليه وانا مش عارفه مين الاصدق واللى فعلا اثق فيه لان ببساطه كل واحد فيهم ليه منطق وسبب قوى انى اروحله.
بس الحاجه الوحيده اللى اعرفها الفتره اللى فاتت هييا احساسى بأصعب احساس"التوهان الحيره الخوف الكسره الغدر والخديعه والظلم اللى هدنى وخلانى مسخ مشوهه نفسيا وجسمانيا"كل ده كان مخلينى مش عارفه اخد قرار وتايهه ما بين واقع بائس بيقولى كل مره ان مفيش امل وبين تفائل بيوعدنى بالتغيير للاحسن هيحصل فى يوم من الايام وهتيجى بالمحاوله ولازم اقرر لوحدى..